ادلة اثبات الميزان من السنة النبوية | منتديات الدراسة الجزائرية

ادلة اثبات الميزان من السنة النبوية

الموسوعة العقديةالكتاب السادس: الإيمان باليوم الآخرالباب الثالث: القيامة الكبرىالفصل الثاني عشر: الميزانالمبحث الثاني: أدلة إثبات الميزان

كلمات البحث ...

المطلب الثاني: أدلة إثبات الميزان من السنه النبوية


و أما أدلة إثبات الميزان من السنة و هي كثيرة – فمنها:
إخباره صلى الله عليه وسلم بالأمور التي تكون ثقيلة في ميزان العبد إذا فعلها مخلصاً من قلبه, كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلمتان حبيبتان إلى الرحمن, خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده, سبحان الله العظيم)) (1)
وفي قوله: ((كلمتان)) إطلاق كلمة على الكلام, وهو مثل كلمة الإخلاص وكلمة الشهادة و (المعنى: محبوب قائلهما), (وخص لفظ الرحمن بالذكر لأن المقصود من الحديث بيان سعة رحمة الله تعالى على عباده؛ حيث يجازي على العمل القليل بالثواب الكثير).
ومعنى وصفهما بالخفة والثقل هو (لبيان قلة العمل وكثرة الثواب).
و معنى وصفهما بالخفة (إشارة إلى قلة كلامهما و أحرفهما ورشقاتهما)
قال الطيبي: (الخفة مستعارة للسهولة, وشبه سهولة جريانها على اللسان بما خف من بعض الأمتعة, فلا تتعبه كالشئ الثقيل, وفيه إشارة إلى أن سائر التكاليف صعبة شاقة على النفس ثقيلة, وهذه سهلة عليها مع أنها تثقل الميزان كثقل الشاق من التكاليف.
وقد سئل بعض السلف عن سبب ثقل الحسنة وخفة السيئة فقال: (لأن الحسنة حضرت مرارتها وغابت حلاوتها؛ فثقلت؛ فلا يحملنك ثقلها على تركها, والسيئة حضرت حلاوتها وغابت مرارتها؛ فلذلك خفت؛ فلا يحملنك خفتها على ارتكابها).(1)
و عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الطهور شطر الإيمان, والحمد لله تملأ الميزان, وسبحان الله والحمد لله تملأ ما بين السموات والأرض والصلاة نور, والصدقة برهان, والصبر ضياء, والقرآن حجة لك أو عليك, كل الناس يغدو, فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)) (2) .
قال النووي عن مزية هذا الحديث: هذا حديث عظيم, و أصل من أصول الإسلام, وقد اشتمل على مهمات من قواعد الإسلام.
أما معنى (الطهور شطر الإيمان) فإن الشطر معناه النصف, وإذا كان الشطر هو النصف فكيف كان الطهور – الذى أصله النظافة والتنزه – نصف الإيمان؟ اختلف العلماء في ذلك.
فقيل معناه:
1- إن الأجر ينتهي تضعيفه إلى النصف أجر الإيمان.
2- وقيل: معناه: إن الإيمان يجب ما قبله من الخطايا, وكذلك الوضوء لأن الوضوء لايصح إلا مع الإيمان؛ فصار – لتوقفه على الإيمان – في معنى الشطر.
3- وقيل: المراد بالإيمان هنا: الصلاة, كما قال تعالى: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ [ البقرة: 143 ], والطهارة شرط في صحة الصلاة؛ فصارت كالشطر, وليس يلزم في الشطر أن يكون نصفاً حقيقياً.
.. وقد رجح النووي القول الأخير من تلك الأقوال.
و زاد فذكر أنه (يحتمل أن يكون معناه أن الإيمان تصديق بالقلب, و انقياد بالظاهر, وهما شطران للإيمان, والطهارة متضمنة الصلاة, فهي انقياد في الظاهر). (3) .
ولا يستبعد أن يكون القول الأول هو الراجح أيضاً؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر عن هذه الفضائل في معرض الترغيب في الأجر.
وهذه الألفاظ التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم من أن ((الحمد لله تملأ الميزان, وسبحان الله والحمد الله تملأ ما بين السموات والأرض)). تفضل عظيم من الله تعالى على عباده, حيث جعل جزاء هذه الكلمات اليسيرة ذلك الأجر العظيم حينما يتقبل الله قولها من العبد, إذ أن ذلك شرط لابد منه.
فليس كل من قالها يحصل له هذا الفضل العظيم بمجرد القول وإن لم تتحقق فيه أهلية قبولها. والله تعالى كما أخبر في كتابه الكريم أنه لايقبل إلا من المتقين لا سواهم.
وأخرج النسائي عن أبي مالك الأشعري أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: ((إسباغ الوضوء شطر الإيمان, والحمد لله تملأ الميزان.. و التسبيح و التكبير يملأ السموات والأرض والصلاة نور, والزكاة برهان, والصبر ضياء, والقرآن حجة لك أو عليك)) (4) .
و هذا الحديث دلالته كدلالة الحديث السابق, ومعنى إسباغ الوضوء: أن يتمه كاملاً.
والزكاة برهان على إيمان صاحبها, والصبر ضياء له يمشي مستضيئاً به في طريق الصواب.
و أخرج الترمذي بسند حسن عن جرير النهدي عن رجل من بني سليم قال: ((عدهن رسول صلى الله عليه وسلم في يدي أو في يده: التسبيح نصف الميزان والحمد يملأه, والتكبير يملأ ما بين السموات والأرض, والصوم نصف الصبر, والطهور نصف الإيمان)) (5) .
قال أبو عيسي: هذا حديث حسن, وقد رواه شعبة وسفيان الثوري عن أبي اسحاق وفي رواية لأحمد: ((والطهور نصف الميزان)) (6) . وعن مولى لرسول صلى الله عليه وسلم أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: ((بخ بخ, خمس ما أثقلهن في الميزان: لاإله إلا الله, والله أكبر, وسبحان الله, والحمد لله, والولد الصالح يتوفى فيحتسبه والده)) الحديث (7) .
و هذا الحديث ظاهر في فضائل تلك الأمور التي ذكرت فيه.
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((بخ بخ)) (هي كلمة تقال عند المدح والرضى بالشيء, وتكرر للمبالغة) (8) .
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: ((خلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة وهما يسير, ومن يعمل بهما قليل: يسبح الله في دبر كل صلاة عشراً, و يحمده عشراً, ويكبره عشراً, قال: فأنا رأيت رسول صلى الله عليه وسلم يعقدهما بيده قال: فتلك خمسون ومائة باللسان, وألف وخمسمائة في الميزان, و إذا أخذت مضجعك تسبحه وتكبره, وتحمده مائة, فتلك مائة باللسان وألف في الميزان, فأيكم يعمل في اليوم و الليلة ألفين و خمسمائة سيئة؟ قالوا: وكيف لا يحصيهما؟ قال: يأتي أحدكم الشيطان وهو في صلاته, فيقول: اذكر كذا, اذكر كذا؛ حتي ينتقل فلعله لا يفعل, ويأتيه وهو في مضجعه, فلا يزال ينومه حتى ينام)) (9) .
وما دامت الحسنة بعشر أمثالها, فإن الحسنات ستكون كثيرة جداً أكثر من السيئات, إذ إن الشخص لا يمكن أن يفعل في اليوم ألفين وخمسمائة سيئة, كما أشار الحديث.
و أخبر رسول صلى الله عليه وسلم عن بعض الأعمال, و أنها تكون ثابتة في ميزان العبد؛ ثواباً على ما عمل من الأعمال التى يوضحها حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من احتبس فرساً في سبيل الله, إيماناً بالله وتصديقاً بوعده؛ فإن شبعه, وريه, وروثه, وبوله, في ميزانه يوم القيامة)) (10) .
و في هذا الحديث بيان فضل من احتبس فرساً في سبيل الله تعالى.
قال ابن حجر في معني كون روثه في ميزان العبد: (يريد ثواب ذلك, لا أن الأرواث بعينها توزن.
وعن فائدة تنصيص رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذكر هذه الأمور, وأنها تكون في ميزان العبد؛ يقول ابن أبي جمرة: يستفاد من هذا الحديث أن هذه الحسنات تقبل من صاحبها؛ لتنصيص الشارع على أنها في ميزانه, بخلاف غيرها, فقد لا تقبل فلا تدخل الميزان) (11) .
ومثل الحديث السابق أيضاً ما وراه معاذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((والذي نفس محمد بيده: ما شحب وجه, واغبرت قدم في عمل تبتغي فيه درجات الجنة – بعد الصلاة المفروضة – كجهاد في سبيل الله, ولا ثقل ميزان عبد كدابة تنفق له في سبيل الله, أو يحمل عليها في سبيل الله)) (12) .
وأخبر عن ذلك الميزان العظيم, و أنه لا يؤثر فيه الثقل المادي، كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة, اقرأوا: فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا [الكهف: 105])) (13)
وأخرج الترمذي والإمام أحمد, عن أبي الدرداء, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من شئ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن, وإن الله ليبغض الفاحش البذيء)) (14) .
وفي هذين الحديثين إثبات وزن العامل وعمله أيضاً.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((توضع الموازين يوم القيامة، فيؤتى بالرجل فيوضع فى كفة, فيوضع ما أحصي عليه؛ فتمايل به الميزان, قال: فيبعث به إلى النار, قال: فإذا أدبر به إذا صائح يصيح من عند الرحمن يقول: لاتعجلوا لا تعجلوا, فإنه قد بقي له, فيؤتى ببطاقة فيها: لا إله إلا الله, فتوضع مع الرجل في كفة حتي يميل به الميزان)) (15) .
و هذا الحديث _ كذلك دليل على وزن العامل, ووزن صحف الأعمال.
ومسألة وزن الله للإنسان وعمله وصحف الأعمال, وما قيل حول ذلك, سيأتي الكلام عنها إن شاء الله فيما بعد مفصلة بأدلتها.
وعندما ينصب الميزان يبلغ الخوف والهلع بالناس إلى أقصى حدوده, بحيث ينسي الحبيب حبيبه, ويذهل فيه كل ذي لب عن أهله وعن كل شئ إلا فكره في الميزان و ماذا ستكون نتيجة وزن عمله.
قال أبو داود في (باب ذكر الميزان): عن عائشة رضي الله عنها أنها ذكرت النار فبكت, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما يبكيك؟ قالت: ذكرت النار فبكيت, فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحداً: عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أم يثقل؟ وعند الكتاب حين يقال: هاؤم اقرءوا كتابيه, حتى يعلم أين يقع كتابه أفي يمينه, أم في شماله, أم من وراء ظهره؟ وعند الصراط إذا وضع بين ظهري جهنم)) (16) (25)
روي (أن داود عليه السلام سأل ربه أن يريه الميزان فلما رآه غشي عليه, فلما أفاق قال: إلهي من ذا الذي يقدر يملأ كفة حسنته فقال: إذا رضيت عن عبدي ملأتها بتمرة واحدة). ذكره الفخر (17) ، والثعلبي. وقال عبد الله (18) بن سلام رضي الله عنه: (إن ميزان رب العالمين ينصب للجن والإنس، يستقبل به العرش، إحدى كفتيه على الجنة، والأخرى على جهنم لو وضعت السماوات والأرض في إحداهما لوسعتهن، وجبريل آخذ بعموده ينظر إلى لسانه).
قال العلامة (19) : (في كلام ابن سلام إن أعمال الجن توزن كما توزن أعمال الإنس، وهو كذلك ارتضاه الأئمة) انتهى.
قال القرطبي: (المتقون توضع حسناتهم في الكفة النيرة، وصغائرهم في الكفة الأخرى، فلا يجعل الله لتلك الصغائر وزناً، وتثقل الكفة النيرة حتى لا ترتفع، وترفع المظلمة ارتفاع الفارغة الخالية). قال: (وأما الكفار فيوضع كفرهم، وأوزارهم في الكفة المظلمة، وإن كان لهم أعمال بر وضعت في الكفة الأخرى فلا يقاومها إظهار لفضل المتقين، وذل الكافرين) (20) . قلت: الحق أن الكفار لا يقيم الله لهم وزناً والله أعلم.
وأخرج الحاكم وصححه عن سلمان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يوضع الميزان يوم القيامة, فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسعهن، فتقول الملائكة: يا رب لمن يزن هذا؟ فيقول: لمن شئت من خلقي فتقول الملائكة: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك)) (21) .
وأخرج البزار، والبيهقي عن أنس رضي الله عنه: (أن ملكاً من ملائكة الله عز وجل موكل يوم القيامة بميزان ابن آدم، فيؤتى به حتى يوقف بين كفتي الميزان، فيوزن عمله، فإن ثقل ميزانه نادى الملك بصوت يسمعه الخلائق باسم الرجل: ألا سعد فلان سعادة لا يشقى بعدها أبداً، وإن خفت ميزانه نادى الملك: ألا شقي فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبداً) (22) .
وذكر الثعلبي، وغيره، وابن جرير في (تفسيره)، وابن أبي الدنيا عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال: (صاحب الميزان يوم القيامة جبريل عليه السلام) (23) . وقال الحسن (24) : (هو ميزان له كفتان، ولسان، وهو بيد جبريل عليه السلام). :busted_red:
 
برنامج استراد وتصدير

برنامج استيراد وتصدير
تعانى كثير من شركات الاستيراد والتصدير من ضياع البضاعة المستوردة او المصدرة وعدم وصولها
الى المكان المراد الوصول اليه وتحتاج لتجنب ك هذه المشاكل الى عمل الاعتمادات المستندية وهى
عبارة عن مستندات يقدمها البنك بناءا على طلب صاحب الشركة المستوردة او المصدرة الى بنك الطرف الاخر لضمان حقوق كل طرف لدى الاخر ويلتزم البنك بسداد القيمة المالية فى حالة عدم التزام الشركة
بهذا الاعتماد
للبرمجيات والمحاسبةفيتمز هذا البرنامج ب dexef اذن الحل معنا فى شركة
• امكانية اضافة الاعتمادات المستنية فى البرنامج
• مراقبة المخزون الصادر والوارد
• عمل حركة صنف لمعرفة الكمية الموجودة
• عمل جرد فى اى وقت
• عمل اذون ادخال واخراج
• التسجيل اولا باول فى مخزون الصنف وكل الحركات التى تتم عليه
• ضبط ارصدة المخازن
• عمل تسويات جردية
• الدورة المسندية اذون صرف- ارتجاع – اضافة
• عم تقارير بكل العمليات التى تتم فى الشركة بشجرة الحسابات
يحل كل مشاكل شركات الاستيراد والتصديروضمن للشركة وصول بضاعتها dexefبرنامج
اليها وعدم ضياعها كماانه يقوم بحساب كل الجمارك والرسوم التى تفرض على هذه البضاعة حتى تصل الى مكانها
للتواصل 01000246222
 
عودة
أعلى